الإعمار في العراق: خطوة متقدمة نحو التنمية بمشروع محطة معالجة قضاء الرفاعي
في قلب محافظة ذي قار جنوب العراق، تبرز مدينة الرفاعي كواحدة من المدن التي تشهد نهضة تنموية متسارعة. فقد أعلنت وزارة الإعمار والإسكان والبلديات العامة عن تحقيق نسب إنجاز متقدمة بلغت 92% في مشروع محطة معالجة قضاء الرفاعي، وهو ما يعكس التزامًا قويًا بتحسين البنية التحتية ورفع مستوى الخدمات في المناطق الحيوية. هذا المشروع، الذي تتشارك في تنفيذه شركات وطنية مثل “رامي الخير للمقاولات والتجارة العامة المحدودة”، يمثل نموذجًا للتعاون البنّاء بين القطاعين العام والخاص نحو تحقيق تنمية مستدامة.
الرفاعي: مدينة تتطلع للمستقبل
تقع الرفاعي على ضفاف نهر الغراف، على بعد 80 كيلومترًا شمال الناصرية و300 كيلومتر جنوب بغداد، وتتمتع بموقع استراتيجي يجعلها مركزًا إداريًا واقتصاديًا هامًا في محافظة ذي قار. منذ تأسيسها كـ”ناحية الكرادي” في أواخر القرن التاسع عشر، تطورت المدينة لتصبح قضاءً في عشرينيات القرن الماضي، حاملةً اسم القطب الصوفي السيد أحمد الرفاعي تكريمًا لتراثها الروحي. واليوم، تشهد الرفاعي طفرة في مشاريع البنية التحتية التي تعزز من مكانتها كمدينة واعدة.
محطة المعالجة: خطوة نحو بيئة أنظف
مشروع محطة معالجة قضاء الرفاعي ليس مجرد إضافة إلى قائمة المشاريع الهندسية، بل استثمار حقيقي في صحة المجتمع واستدامة البيئة. وفقًا لبيان صادر عن المركز الإعلامي لوزارة الإعمار، يُنفذ المشروع تحت إشراف المديرية العامة للمجاري التابعة للوزارة، حيث حقق تقدمًا بنسبة 92% حتى الآن. المحطة، التي ستعمل بطاقة تصميمية تصل إلى 25,000 متر مكعب يوميًا، مصممة لخدمة ما يقارب 25,000 نسمة من أهالي القضاء، مما يجعلها خطوة حاسمة نحو تحسين الواقع الخدمي والبيئي.
يتضمن المشروع إنشاء محطة رفع ثقيلة وخطًا ناقلًا بطول 3,750 مترًا، ليتم تصريف المياه المعالجة إلى نهر الغراف. هذا التصميم المتكامل يضمن تقليل التلوث البيئي وتعزيز جودة الحياة لسكان المنطقة. وقد لعبت شركة “رامي الخير” دورًا محوريًا في دفع المشروع قدمًا، حيث ساهمت بتوفير الكوادر الفنية والإشراف الدقيق على الأعمال، مع التزامها الراسخ بمعايير الجودة العالمية.
دور “رامي الخير” في التنمية المستدامة
لم تكتفِ “رامي الخير” بدورها كمقاول منفذ، بل عملت على تعزيز شراكاتها مع الجهات الفاعلة في مشاريع البنية التحتية بالعراق. بفضل سياستها الفريدة في اختيار فرق عمل منسجمة ومتفاهمة، تمكنت الشركة من تحقيق تقدم ملحوظ في تنفيذ المشروع وفق الجدول الزمني المحدد. مشاركتها في محطة معالجة الرفاعي تأتي كامتداد لخبرتها في تقديم خدمات التصميم، التخطيط، والإشراف الفني والإداري، مما جعلها شريكًا موثوقًا في مسيرة الإعمار العراقية.
آفاق المستقبل
مع اقتراب المشروع من مراحله النهائية، يترقب أهالي الرفاعي انعكاساته الإيجابية على حياتهم اليومية. فإلى جانب دوره في حماية البيئة، يفتح المشروع آفاقًا اقتصادية جديدة من خلال توفير فرص عمل وتعزيز الاستقرار الاجتماعي. ومع وجود خطط لاستخراج النفط من حقول الرفاعي المكتشفة منذ عقود، يبدو أن المدينة على موعد مع نهضة شاملة تجمع بين التقدم البيئي والاقتصادي.
في الختام، يمثل مشروع محطة معالجة قضاء الرفاعي نموذجًا يُحتذى به في كيفية تحويل التحديات إلى فرص. بجهود وزارة الإعمار وتفاني شركات مثل “رامي الخير”، يواصل العراق خطواته الواثقة نحو بناء مستقبل مستدام، حيث تكون المدن ليست فقط مأهولة، بل مزدهرة وحيوية.